موريتانيا تعزز انتشار العسكر على الحدود لمواجهة الانفلاتات بمخيمات تندوف

تشهد تخوم الحدود المغربية مع الجزائر وموريتانيا حشدا عسكريا من قبل الجارين، وذلك تزامنا مع تمرينات “الأسد الإفريقي” التي تقودها القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي.

ونقلت صحيفة “الأنباء أنفو” الموريتانية عن مصادر محلية أن “ولايات الشمال الموريتاني تعرف حشدا غير مسبوق للمركبات العسكرية التابعة للجيش الموريتاني قرب الحدود مع مدينة تندوف الجزائرية”.

المصدر ذاته بين أن “هذا الحشد يشابه نظيره سنة 2020، بعد عملية تحرير معبر الكركرات، وسعى من خلاله الجيش الموريتاني إلى صد محاولات جبهة البوليساريو التسلسل من الأراضي الموريتانية قصد التشويش على عملية العبور بالمعبر”.

في المقابل كشفت مصادر متطابقة أن “الجيش الجزائري يحشد قواته البرية قرب الحدود المغربية، تزامنا مع تمرينات الأسد الإفريقي بالأراضي المغربية”.

تأمين الشمال

في هذا الصدد كشف شيخاني ولد الشيخ، رئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية، أن “هذا التعزيز بعيد كل البعد عن أي تغيرات عسكرية أو سياسية، وإنما يأتي أساسا لتأمين المواطنين الموريتانيين القاطنين بولايات الشمال”.

وأضاف ولد الشيخ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هاته التعزيزات جاءت لحماية المواطنين الذين ينقبون عن الذهب في الأراضي الشمالية بموريتانيا، والذين فقد عدد مهم منهم حياتهم أثناء هاته العمليات”.

وتابع المتحدث عينه بأن “التعزيزات الأمنية الجزائرية قرب الحدود المغربية تخفي وراءها تعقيدات أمنية وسياسية عديدة”، مستبعدا حسب ذكره “أن يكون الجيش الموريتاني أقدم على هاته الخطوة في سياق التحرك العسكري الجزائري”.

وشدد رئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية على أن “الجيش الموريتاني عازم على حماية مواطنيه الذين خسر بعضهم أرواحهم أثناء عمليات التنقيب عن الذهب بالقرب من الحدود المغربية والجزائرية”.

عصابات تندوف

بين محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “تعزيزات الجيش الموريتاني تنصب أساسا حول المتغيرات الأمنية التي تشهدها مخيمات تندوف بالجزائر”.

وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لهسبريس، أن “تغلغل العصابات المنظمة بالمخيمات، التي تصاحب وجود ترهل في عمل الأجهزة التابعة لجبهة البوليساريو، دفع موريتانيا إلى التدخل في المنطقة تجاوبا مع الانشغالات الدولية حول الوضع بالساحل”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “موريتانيا ملتزمة بعدم استغلال أراضيها من طرف ميليشيات البوليساريو ضد الجيش المغربي، وذلك منذ تحريره معبر الكركرات، عبر التنسيق مع السلطات المغربية من أجل إعادة تشغيل المعبر، وضبط المناطق الشمالية الحدودية مع كل من الجزائر والمغرب”.

وفي ما يخص الحشد العسكري الذي تقوده الجزائر بمحاذاة الحدود المغربية، أكد عبد الفتاح أن “الأمر لا يعدو أن يكون مشاكسة للتأثير على مناورات الأسد الإفريقي التي تقودها واشنطن والرباط، إلى جانب عديد من الجيوش العالمية”.

وخلص رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن “الحشد العسكري الموريتاني لا يمكن ربطه بمناورات الأسد الإفريقي، أو التحرك العسكري الجزائري، على اعتبار أن نواكشوط تتحرك استجابة لتطلعات المجتمع الدولي من أجل تأمين منطقة الساحل من الانسياب الإرهابي للميليشيات الإرهابية”.

#موريتانيا #تعزز #انتشار #العسكر #على #الحدود #لمواجهة #الانفلاتات #بمخيمات #تندوف

زر الذهاب إلى الأعلى