لشكر يدعو البرلمانيين الشباب إلى “ترافع اشتراكي” عن قضايا الصحة والسلم

دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى “مأسسة إطار المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية (المنعقدة دورته الأولى بمراكش)، عبر هيكلة تنسيقية تضم برلمانيين ممثلين عن كل قارة”، مؤكدا التزام حزبه وفريقه البرلماني بـ”دعم هذا الإطار بالشكل الذي ستتفقون عليه”.

وخاطب لشكر حوالي 90 برلمانيا شابا وبرلمانية شابة، مغاربة وأجانب، من أطياف اشتراكية متعددة، يجتمعون لثلاثة أيام بمراكش، قائلا: “هذه الدعوة ليكون مجهودكم الترافعي فعالاً ولضمان استمرار التواصل والتعاون بينكم في مختلف القضايا والمواضيع التي ستتداولون بشأنها، ولتكونوا قوة اقتراحية في الإطارات الأممية التي تجمَعُنا”.

لشكر، الذي كان يتحدث صباح اليوم الإثنين خلال افتتاح “المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية”، في نسخته الأولى المنعقدة بمراكش على مدى ثلاثة أيام (إلى حدود 31 ماي 2023)، لم يخف سعادته بمبادرة الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية بشراكة مع “الشبيبة الاتحادية” و”شبكة مينا لاتينا”.

وقال الكاتب الأول لـ”حزب الوردة”: “خلقُ فضاء يسمح لقياديين اشتراكيين واشتراكيين ديمقراطيين شباب بالتواصل وتبادل وجهات النظر وخلق علاقات مباشرة أمر إيجابي، بل وحيوي”.

تمكين الشباب من “التمرّس السياسي”

“تمكين الشباب في الأحزاب من التمرس على السياسة الحقة ضرورة حتمية لضمان استمرار وتجدُّد مشروعنا المجتمعي”، يورد لشكر مخاطبا هذه الفئة من البرلمانيين الشباب الاشتراكيين، مسجلا أنه مقتنع شخصيا بأن “هذا التمرس يمر بالتأكيد عبر الترشح للانتخابات وتمثيل المواطنين محلياً أو وطنياً، ولكن كذلك عبر الانفتاح على العالم والتمرس على العلاقات الدولية”، وزاد: “العالم اليوم مُطالَب بالإجابة عن أسئلة وإكراهات تتجاوز قدرات وإمكانيات البلد الواحد ولو كان قوة عظمى”.

وفي معرض حديثه، استدل لشكر على ذلك بـ”ما أبانت عنه جائحة ‘كوفيد-19’ على صعيد العالم من كون المخاطر التي كنّا نتأهب لمواجهتها ونتسلح لحماية أنفسنا وأوطاننا منها لن تكون هي المخاطر التي قد تفتك بالبشرية؛ فالتهديد الأكبر على حياتنا كان كائنا مجهريا لا يميز بين فقير وغني ولا أبيض أو أسود، ولا يَأْبَهُ بالحدود، لذلك فأي حرب ضده كانت تستدعي مجهوداً مشتركاً للبشرية جمعاء على مستوى البحث العلمي والتعاون اللوجستي، والتشاور، والتدبير الاقتصادي، والاجتماعي”.

وسجل المتحدث ذاته “الارتباك في التعاطي الحكومي والأممي والدولي مع الجائحة في الأسابيع الأولى؛ ما يدل على أننا غير مؤهلين للتعاطي مع هذا النوع من المخاطر، ولم نرتَقِ بعد لتجاوز أنانياتنا الفردية أو الوطنية في حل هكذا أزمات، خاصة بعد تنامي الشوفينية والعنصرية لدى مجتمعات الدول العظمى في العقد الأخير”.

تحدي التغير المناخي

“تحدي التغير المناخي لا يقل أهمية؛ إذ يتربص بالبشرية بعد تحوله لقضية تسترعي انتباه الجميع منذ بداية الألفية الثالثة، نظرا للمخاطر المهولة والمتعددة على حياة الإنسان والبيئة”، يضيف لشكر، وتابع مؤكدا أن الدول “أصبحت تسعى إلى نهج تنمية مستدامة تحفظ التوازن بين تداعيات التطور الاقتصادي والاجتماعي المتسارع، من جهة، وبين مستلزمات المنظومات البيئية من أجل ضمان العيش السليم للمواطنين والمواطنات اليوم وفي المستقبل، من جهة ثانية”.

واستطرد السياسي ذاته: “إنها ظواهر لها تبعات أقوى من الحروب والأزمات الاقتصادية، وتدفعنا لمساءلة منظماتنا الدولية والإقليمية التي عجزت عن التعامل مع هذه الأزمات الجديدة بكل المقاييس”، رابطاً “عجز المنظمات الدولية” بسياق انعقاد “مبادرة مثل المنتدى البرلماني هي فرصة سانحة من أجل الترافع في هذا السياق”.

كما انتقد لشكر في كلمته أمام المنتدى “الانغلاق على الذات وتغليب السياسات الحمائية في هذه الظروف، باعتباره الحل السهل الذي لجأت إليه أغلب الدول، ولكنه حلٌ غير مستدام بالنظر إلى الترابط الذي يطبع مجتمعاتنا واقتصادياتنا”، وزاد: “نحن لسنا مضطرين للاختيار بين الليبرالية المتوحشة من جهة والشوفينية من جهة أخرى”.

ونادى “زعيم اشتراكيي المغرب” بـ”إعادة النظر في طرق وسلاسل الإنتاج، مستحضرين ضرورة ضمان السيادة الغذائية وتأمين حد أدنى من الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات، وخفض بصمة الكربون للسلع، وتجاوز منطق السلع الأرخص لصالح السلع الأجود والأكثر استدامة بيئيا واجتماعيا”.

“انبعاث المشروع”

لشكر لم يتوان في اقتراح “الترافع عن هذا المشروع كاشتراكيين واشتراكيين ديمقراطيين؛ فانبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي أمر حتمي، بَدأت بوادره”، وأردف مخاطبا المشاركين في المنتدى: “أنتم مَوْكول لكم خلال هذا المنتدى الإسهام في تقوية المشروع الاشتراكي الديمقراطي التقدمي عبر تقديم إجابات عن أهم التساؤلات الراهنة لأنكم كقياديين شباب قادرون على إبداع وتنفيذ سياسات تقطع فعلياً مع الممارسات التقليدية”.

وختم المتحدث ذاته: “ترافعكم عن المشروع التقدمي الاشتراكي الديمقراطي هو مساهمة قيّمة في المجهود الترافعي الذي تقوم به الأممية الاشتراكية، خاصة منذ مؤتمرها الأخير في مدريد، وتجديد هياكلها وتولي رئاستها من قائد شاب هو الرفيق بيدرو سانشيز. ومجهودكم كذلك سيعضّد عمل الرابطة التقدمية كشبكة تحتفي بعقدها الأول هذا الشهر، ويجتمع مجلسها ببروكسل نهاية الشهر المقبل”.

يشار إلى أن أشغال المنتدى تمتد طيلة ثلاثة أيام إلى 31 ماي 2023، بجلسات تتناول قضايا “السلم والأمن التحديات الجيوسياسية، الفوارق والفقر وتحدي الموارد: نحو حماية اجتماعية أكثر إنصافا”، “الهجرة العالمية: رهانات الشمال والجنوب”، “سياسات عمومية أكثر إدماجا والمساواة بين الجنسين، سياسات دامجة للشباب”، وغيرها، وسيتمخض عنها تقرير تركيبي وتوصيات.

#لشكر #يدعو #البرلمانيين #الشباب #إلى #ترافع #اشتراكي #عن #قضايا #الصحة #والسلم

زر الذهاب إلى الأعلى