خبير: “الشراكة الجديدة” بين فرنسا والجزائر تكتفي بورقة مكتوبة دون مفعول

توجت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر باتفاق مشترك تعهد من خلاله الطرفان بتدشين “شراكة طموحة وملموسة لعهد جديد”، وهو الاتفاق الذي أكد مختصون أنه “اتخذ على عجل”، وتهدف فرنسا من خلاله إلى ضمان مصالحها الخاصة، فيما الجزائر مستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيل ضمان القوة الاستعمارية القديمة في صفها في ما يهم قضية الصحراء المغربية.

وأكد مختصون أن فرنسا تسابق الزمن لضمان موردين بالغاز والمواد الغذائية، خاصة أن أوروبا تقبل على شتاء صعب، ناهيك عن محاولة إبعاد الجزائر عن روسيا التي تضع قواتها بمالي.

وفي هذا الإطار قال تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، إن كلا من الزيارة والاتفاق يأتيان في إطار “تبادل المصالح ما بين دولتين، ولا يرتبط بالتعاون الاعتيادي بين الدول”.

وواصل موضحا، ضمن تصريح لهسبريس، أن “أوروبا الغربية تعيش فترة استثنائية بسبب الحرب الأوكرانية الروسية التي أدت إلى إغلاق أنابيب الغاز الروسية نحو أوروبا وتوقيف الصادرات الغذائية من طرف أوكرانيا”.

وشدد الحسيني على أن “أوروبا ستعيش واحدا من أحلك فصول الشتاء التي عرفتها في حياتها، وبالتالي الوضعية ستكون جد عسيرة، خاصة أن ما ستقدمه الولايات المتحدة من تعويض للغاز لن يكون كافيا؛ ولهذا تفكر فرنسا اليوم في أن الوسيلة المثلى لتعويض الخصاص الذي ستعرفه هو اللجوء إلى الجزائر”، وتابع: “لا أعتقد أن الشراكة ستتجاوز ورقة مكتوبة لن يكون لها مفعول”.

وأكد الخبير ذاته أن “الجزائر مستعدة لتزويد فرنسا بكامل احتياجاتها حتى ولو بأثمان تفضيلية مقابل تغيير موقفها في قضية الصحراء”، معتبرا أن “الأمر كان مثل كرة تلج بلغت أوجها اليوم بزيارة ماكرون، رغم التساؤلات بشأن: هل سيخضع ماكرون للمؤسسة العسكرية؟ وهل سيتجاوز الانتقادات حول حرية الأشخاص والتعبير؟ وغيرها”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “ماكرون يتبنى نوعا من البراغماتية، معتبرا أن فرنسا هي الأساس وكل شيء ممكن في سبيلها”، مفيدا بأن “فرنسا في موقع جد مهم تراوح مكانها بين المغرب والجزائر بطريقة تخدم مصالحها، فيما النظام الجزائري مستعد للتضحية بكل شيء حتى مصالح مواطنيه في سبيل استقطاب حلفاء جدد في قضية الصحراء؛ ومن أمثلة ذلك التضحية بالأنبوب المغاربي الذي فيه ضياع لحقوق الشعب الجزائري، والهدف هو عرقلة المسار التنموي والاندماج المغاربي”.

من جانبه قال الموساوي العجلاوي، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، إن التوقيع على الاتفاق الجزائري الفرنسي تم في آخر دقيقة، موردا ضمن تصريح لهسبريس: “كان من المنتظر أن يتجه ماكرون إلى باريس لكنه عاد إلى الجزائر العاصمة من أجل التوقيع”.

وتحدث العجلاوي عن “وجود نوع من الغموض في العلاقات الجزائرية الفرنسية”، مشيرا إلى أن فرنسا “تؤكد على ربط العلاقات مهما كان الثمن مع الجزائر، لسببين: الحاجة إلى الغاز الجزائري في الشتاء المقبل، وإبعاد البلاد عن روسيا”.

وأردف المحلل ذاته بأن “كلا من ألمانيا وفرنسا يحاولان قيادة العلاقات الخارجية الإستراتيجية لأوروبا”، لافتا إلى أن “الروس يتواجدون حاليا في مالي، وهي جارة للجزائر؛ وبالتالي يحاول الأوروبيون قدر المستطاع ألا يدفعوا الدولة الجزائرية إلى الجانب الروسي”.

#خبير #الشراكة #الجديدة #بين #فرنسا #والجزائر #تكتفي #بورقة #مكتوبة #دون #مفعول

زر الذهاب إلى الأعلى