نقاش أممي لقضية الصحراء المغربية .. الخلاصات وجمود العملية السياسية

يجدد شهر أكتوبر موعد قضية الصحراء مع مجلس الأمن الدولي بدخول الملف ردهات التداول وعرض المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا تقريره بخصوص تقدم العملية السياسية، وكذلك النظر في استمرار مهمة المينورسو في الأقاليم الجنوبية.

وبناء على القرار الأممي الصادر في أكتوبر من سنة 2021 فقد تم تجديد بعثة المينورسو لسنة واحدة تنتهي في أكتوبر الجاري، وهي البعثة التي يتم اعتمادها بناء على المداولات التي تتم داخل المجلس؛ فيما تسبق هذه العملية تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره حول العملية السياسية.

ويستند التقرير أساسا إلى تطور الوضع من الناحية المدنية والسياسية وكذلك العسكرية، ومن المرتقب أن يتأثر بالمستجدات الكثيرة التي تطبع الملف، خصوصا بعد المساندة الإسبانية لخطة الحكم الذاتي والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

ومن المرتقب أن يبسط المبعوث الأممي خلاصات جولته بالمنطقة، لكن التقرير لا يعد بالكثير، باستحضار تعثر الجلسات الرباعية، وكذا استمرار الجارة الجزائر في تبني خطاب عدم المسؤولية، في حين يؤكد المغرب أنها المعنية بالدرجة الأولى أكثر من جبهة البوليساريو.

العملية السياسية

نوفل بوعمري، محام متابع لقضية الصحراء، اعتبر أكتوبر شهر ملف الصحراء داخل مجلس الأمن، “حيث ستتم مناقشة تطور العملية السياسية التي تعيش جمودا بسبب تهرب الجزائر من مسؤوليتها تجاه النزاع، وعرقلتها انطلاق العملية من حيث انتهت مداولات جنيف1 وجنيف2”.

وأضاف بوعمري أن “هذه اللقاءات خلصت إلى ضرورة تدقيق جدول الأعمال الذي تنعقد عليه الموائد المستديرة، وهو ما ظل النظام الجزائري يتهرب منه، على اعتبار أن المبعوث السابق كان قد شكل قناعة بضرورة مناقشة الحل السياسي المنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي يعكسها مشروع مبادرة الحكم الذاتي”.

وسجل المتحدث ذاته أن “الوضع الحالي هو وضع جمود، إذ إن المباحثات متوقفة بقرار جزائري يدفع نحو تأزيم الوضع وخلق حالة من اللاأمن بالمنطقة”، وزاد: “سيكون ستيفان دي ماستورا قد اطلع على بعض جوانب هذا الوضع من خلال الجولة الثانية التي نظمها بالمنطقة، وشملت كلا المغرب وموريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف”.

وأردف المحامي ذاته بأن دي ماستورا “سيكون قد شكل رؤية حول واقع المخيمات الإنساني والحقوقي والاجتماعي، وانعكاس الجمود السياسي للملف على وضعية ساكنة المخيمات، في ظل ازدياد حجم التوتر داخلها”، متابعا: “هذه الرؤية أكيد أنها ستجد صداها داخل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك في مسودة القرار الذي ستعرضه الولايات المتحدة الأمريكية”.

ونبه المصرح لهسبريس إلى أن “مناقشة الملف حاليا ستتم وإسبانيا غيرت من موقفها من النزاع، وباتت تدعم مبادرة الحكم الذاتي، لتنضاف داخل مجلس الأمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا التي باتت أقرب إلى المغرب سياسيا واقتصاديا، فضلا عن فرنسا”.

ووفقا للمتتبع للملف فإن هذا “سيكون هو الجديد الذي سيشهده على هذا المستوى الأممي”، مشيرا إلى أن “الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أصبحت أكثر دعما لمبادرة الحكم الذاتي، مع استحضار الموقف الروسي الذي لن يكون سلبيا تجاه المغرب بفعل المواقف الدولية المتزنة للمغرب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية”.

وطالب بوعمري الدبلوماسية المغربية بتكثيف ضغطها وتحركاتها تجاه مختلف الأطراف والدول بمجلس الأمن إلى حين استصدار قرار أممي ينضاف إلى القرارات السابقة الداعمة للعملية السياسية المستجيبة لمعايير مبادرة الحكم الذاتي.

خلاصات دي ميستورا

محمد الطيار، الخبير في القضايا الأمنية، اعتبر أن هذه الجلسة المغلقة “ستكون مناسبة للوقوف على تقرير دي ميستورا حول مساعيه لتحريك ملف قضية الصحراء، بعد جولته الثانية التي قادته إلى الرباط وموريتانيا والجزائر ومخيمات ‘البوليساريو’ في الجزائر”.

ولا شك أن تقرير دي ميستورا سيعكس المشاكل التي واجهته في أداء مهمته، وفقا للطيار وأهمها “تملص الجزائر من المشاركة في المساعي الدبلوماسية التي سبق أن بدأت مع سلفه كوهلر، بجمعه المغرب والجزائر وموريتانيا و’البوليساريو’ على طاولة المفاوضات في سويسرا دجنبر 2018، ومارس 2019”.

وسجل المتحدث ذاته أن “تقرير المبعوث الأممي سيعكس مختلف الإجراءات التي قام بها لبعث المسار السياسي المتعثر منذ سنوات، والذي أصبحت تحكمه سياقات جديدة، من أهمها استمرار تمسك ‘البوليساريو’ بعدم التزامها بقرار وقف إطلاق النار، الموقّع عام 1991″، مشددا على أن “المنتظم الدولي عرف أن البيانات الحربية ليست سوى مجرد فقاعات إعلامية وأكاذيب مسترسلة، الأمر الذي دفع الجبهة، بعد فشلها الذريع، إلى تجربة خطاب جديد أمام دي ميستورا خلال جولته الثانية، حيث صرحت بأنها ملتزمة بالسلام ومستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة”.

وأردف المصرح لهسبريس بأن السياق العام يعرف كذلك تصعيد التوتر في علاقات الجزائر بالمغرب، واستمرار قطع علاقتها الدبلوماسية معه، وإعلانها خلال جولته الثانية التمسك بانسحابها من الموائد المستديرة التي كانت تحضرها في الماضي.

ولا يشك الطيار في كون محاولات النظام العسكري الجزائري للهروب إلى الأمام لن تسعفه، وستجعله يزداد تخبطا وعزلة وانكشافا لنواياه الحقيقية أمام العالم، خاصة بعد التغييرات الكبيرة التي عرفها ملف قضية الصحراء المغربية، وتوالي الأحداث التي تعزز المواقف الثابتة للمغرب التي أكدها الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء.

#نقاش #أممي #لقضية #الصحراء #المغربية #الخلاصات #وجمود #العملية #السياسية

زر الذهاب إلى الأعلى