دقّ جرس نهاية الحملة الانتخابية بإسبانيا، ليخرج كل من ألبيرتو نونييز فييخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، وبيدرو سانشيز، زعيم الحزب العمالي الاشتراكي، بخلاصات واضحة تجاه المغرب.
“الاستفتاء مبدأ تجاوزه الزمن” هذه كلمة سانشيز الأخيرة، أما فييخو فشدد على رغبته في “بحث اتفاق جديد مع المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية”، معتبرا أن “هذا القرار يهم سانشيز وحده، وليس الدولة الإسبانية”.
ومع حدوث تغيرات “مثيرة” في أرقام نتائج استطلاعات الرأي الإسبانية التي تشير إلى وجود “ريمونتادا” للاشتراكيين في انتخابات يوم غد الأحد، يتخوف اليمين الإسباني من “حدوث مفاجأة في نتائج الانتخابات قد تضرب طموحاتهم في بناء حكومة جديدة تقطع العهد مع زمن سانشيز”، الذي بقي طيلة الحملة “صامدا” و”واثقا” من قراراته الداخلية والخارجية، في وقت ينظر الناخب الإسباني بـ”دهشة” تناقض خطابات فييخو باستمرار.
وسيكون يوم غد الأحد، 23 يوليوز، “حارا” بامتياز بالجارة الشمالية، وهي الحرارة التي من المرتقب أن تصل إلى المغرب والجزائر، فور الإعلان عن اسم “ساكن قصر المونكلوا الجديد”.
آمال سانشيز
قصد قراءة خطاب المتنافسين الأخير في الانتخابات الإسبانية، سجل عبد الحميد البجوقي، كاتب مختص في الشأن الإسباني، أن “ما يقوله فييخو يتعارض تماما مع كل المؤشرات التي تفيد بأن هذا القرار رسمي وليس من قبل سانشيز وحده”.
البجوقي، الذي تحدث لهسبريس، بيّن أن “الحملة الانتخابية، التي كانت حامية الوطيس، ظهرت في نهايتها مؤشرات على وجود أمل لسانشيز للدخول إلى قصر المونكلوا، من خلال التحالف مع سومر واليمين الباسكي”.
وأشار الكاتب المختص في الشأن الإسباني إلى أن “الطرفين يصطادان في مياه بعضها .. وعلى الرغم من مظاهر الثقة والانتشاء التي حمل فييخو؛ فإن سانشيز له أمل في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة”.
وتابع المتحدث عينه: “فييخو يريد بحث اتفاق جديد مع المغرب في قضية الصحراء؛ وهو الحلم الذي رافق اليمين منذ إعلان سانشيز دعم مخطط الحكم الذاتي”، مؤكدا أن “فييخو ربما رغب في تطوير الموقف الإسباني ليصل إلى الاعتراف الصريح، وهي المحاولة التي ستتعامل معها الدبلوماسية المغربية بذكاء كبير”.
وشدد البجوقي على أن “تصريحات فييخو الجديدة كانت بهدف استقطاب الناخب اليميني المتطرف، وكذا جزء من الناخبين الاشتراكيين”.
وحول تصريحات سانشيز الأكيدة وإلى من وجهها، أكد المتحدث عينه أن “سانشيز رجل دولة، ويحرص على الوفاء بقراراته، لذا هو بقي متشبثا في كلامه طيلة الحملة الانتخابية”.
المصالح الداخلية
سجل سعيد إدى حسن، المحلل السياسي والباحث بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، أن “قضية الصحراء المغربية والأمن الحدودي مع الرباط هي ليست قضايا خارجية فقط؛ بل هي تهم الداخل الإسباني أولا، وبالتالي سيكون صعبا على فييخو مستقبلا معاكسة المصالح الداخلية لبلاده”.
وأضاف إدى حسن لهسبريس أن “المعطيات الدولية تغيرت كثيرا فيما يخص قضية الصحراء المغربية؛ فأمريكا ودول عديدة، آخرها إسرائيل، اعترفت بمغربية الصحراء، وهي المتغيرات التي ستأخذها أية حكومة إسبانية جديدة”.
وأشار الباحث بجامعة كومبلوتنسي بمدريد إلى أن “الحكومة الإسبانية المقبلة لن تكون قليلة الخبرة السياسية لتدخل في صراع جديد مع المملكة المغربية، خاصة أن مصالح البلدين أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الحكومة الإسبانية الجديدة ستسعى إلى إقناع الجزائر بمدى استحالة تغير موقف بلادها من قضية الصحراء، والذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتغير بين عشية وضحاها”.
#المغرب #ينتظر #نتائج #تنافس #فييخو #وسانشيز #في #الانتخابات #التشريعية #الإسبانية