الجزائر تتعمد عزل السفير الإسباني .. خبير: خرق لمبادئ العمل الدبلوماسي

تواصل الجزائر التعبير عن “غضبها” من موقف حكومة بيدرو سانشيز من قضية الصحراء المغربية، وذلك بعد كشف المغرب مضمون رسالة سانشيز إلى الملك محمد السادس التي اعتبر فيها “المبادرة المغربية للحكم الذاتي، الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية لحل الخلاف” حول الصحراء المغربية.

وبعد أزيد من ستة أشهر على سحب سفيرها من إسبانيا وتعيينه فيما بعد سفيرا لدى فرنسا، كشفت تقارير إعلامية إيبيرية، في الأيام الماضية، أن الجزائر قرّرت عزل السفير الإسباني في الجزائر، فرناندو موران كالفو سوتيلو، عن جميع اللقاءات الرسمية مع الوزراء وكبار المسؤولين.

ونقلت صحيفة “ذا أوبجيكتيف” الإسبانية عن مصادر دبلوماسية أن هذا الموقف سبقه إغلاق موران قنوات الحوار في الجزائر العاصمة بعد استدعاء السفير الجزائري للتشاور، مبرزة أن توقف حساب السفارة الإسبانية على موقع “تويتر” يعد مؤشرا على هذا الموقف.

في هذا السياق، قال عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن “الأعراف الدبلوماسية تؤكد أنه حينما يواجه السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الموجودة في بلد ما-مثل الجزائر في هذه الحالة-مضايقات، فذلك يعبر عن رسائل أو محاولة للضغط على الطرف الآخر، الذي هو إسبانيا، من أجل تغيير موقفه من جديد”.

وأبرز البلعمشي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الجزائر تجعل من قضية ليست أولوية الشعب الجزائري أولوية لها في السياسة الخارجية، وذلك من أجل معاكسة الطرح المغربي في حل نزاع الصحراء، وتنظر إلى علاقاتها مع الدول على هذا الأساس، وتتعمد في كل مناسبة أن تعبر عن الموقف الذي يجعل منها طرفا أساسيا في هذا النزاع بشكل غير مفهوم ولا مبرر”.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن “هذا التصرف الجزائري تجاه السفير الإسباني يخرق الالتزام بمبادئ العمل الدبلوماسي الذي لا يجدر به أن يهتز لملفات ليست أساسية لأحد البلدين كما هو الحال بالنسبة للجزائر بالنسبة لملف الصحراء المغربية، كما يمس (التصرف) بمصداقية الدولة ككل”.

“ما يجب أن يفهمه النظام الجزائري، هو أن مواقف السياسية الخارجية هي مواقف سيادية”، يقول البلعمشي، مضيفا: “غير أن جميع المواقف المعبر عنها من طرف الجزائر، التي تتبناها منذ الإقرار بمغربية الصحراء من قبل رئيس الحكومة الإسبانية، سواء الاقتصادية منها أو المتعلقة بالالتزام بالاتفاقيات التي تربطها بإسبانيا، تخل بالتزاماتها ومصداقيتها في الشراكات الدولية”.

وأبرز البلعمشي أن موقف سانشيز من مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، “اختيار إسباني يخضع للتوازنات. ونتيجته، يمكننا تفسير أن هذه التوازنات تغيرت في الوقت الحالي في المنطقة، بحيث إن الجزائر وإن كانت رقما، فقد فقدت الجاذبية التي توفرت عليها سابقا لصالح المغرب”.